-3-4 – باب: التوبة.
وقال قتادة: {توبوا إلى الله توبة نصوحاً} /التحريم: 8/: الصادقة الناصحة.
5949 – حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبي ﷺ ، والآخر عن نفسه، قال:
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده).
تابعه أبو عوانة، وجرير عن الأعمش.
وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمارة: سمعت الحارث.
وقال شُعبة وأبو مسلم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد.
وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله. وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
5950 – حدثني إسحق: أخبرنا حبان: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ . وحدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ : (الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة).
[ش أخرجه مسلم في التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، رقم: 2744.
(الآخر عن نفسه) أي لم يروه عن النبي ﷺ ، وهو قوله: إن المؤمن. (أن يقع عليه) المعنى أنه يخاف ألا ينجو من الهلاك، كما لو كان جبل سيسقط عليه. (الفاجر) العاصي والفاسق. (كذباب مر على أنفه) كناية عن عدم اكتراثه بالذنب. (أفرح) أكثر رضاً وقبولاً. (منزلاً) مكاناً. (مهلكة) أسباب الهلاك، من فقد الطعام والشراب مع بعد المسافة. (أرجع إلى مكاني) أي وقد يئس واستسلم للمهالك].
[ش أخرجه مسلم في التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، رقم:2747.
(سقط على بعيره) صادفه من غير قصد. (أضله) أضاعه. (فلاة) صحراء].