-3-42 – باب: سكرات الموت.
6145 – حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول:
إن رسول الله ﷺ كان بين يديه ركوة، أو: علبة فيها ماء – يشك عمر – فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده فجعل يقول: (في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم.
6146 – حدثني صدقة: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي ﷺ فيسألونه: متى الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم). قال هشام: يعني موتهم.
6147/6148 – حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث:
أن رسول الله ﷺ مُرَّ عليه بجنازة، فقال: (مستريح ومستراح منه). قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب).
(6148) – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة: حدثني ابن كعب، عن أبي قتادة،
عن النبي ﷺ قال: (مستريح ومستراح منه، المؤمن يستريح).
6149 – حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: سمع أنس بن مالك يقول:
قال رسول الله ﷺ : (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله).
6150 – حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله ﷺ : (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده، غدوة وعشية، إما النار وإما الجنة، فيقال: هذا مقعدك حتى تبعث إليه).
6151 – حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة قالت:
قال النبي ﷺ : (لا تسبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا).
[ش (نصب يده) أقامها ورفعها مشيراً بها إلى الأعلى].
[ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: قرب الساعة، رقم: 2952.
(جفاة) غليظون في طبعهم لقلة مخالطة الناس. (لا يدركه الهرم) لا يبلغ في حياته الهرم، وهو الشيخوخة ونهاية العمر. (موتهم) أي فسر ساعتهم بموتهم وانقراض عصرهم، لأن من مات فقد قامت قيامته].
[ش أخرجه مسلم في الجنائز، باب: ما جاء في مستريح ومستراح منه، رقم: 950.
(نصب الدنيا) تعبها ومشاقها وما فيها من عناء].
[ش أخرجه مسلم في أوائل الزهد والرقائق، رقم: 2960.
(يتبع الميت) حقيقة كالأهل، ومجازاً كالمال والعمل].