باب: القصاص يوم القيامة

-3-48 – باب: القصاص يوم القيامة.

وهي الحاقَّة، لأن فيها الثواب وحواقَّ الأمور. الحقَّة والحاقَّة واحد، والقارعة والغاشية والصَّاخَّة، والتَّغابن: غبن أهل الجنة أهلَ النار.

6168 – حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني شقيق: سمعت عبد الله رضي الله عنه:

قال النبي ﷺ : (أول ما يقضى بين الناس بالدماء).

6169 – حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة:

أن رسول الله ﷺ قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه).

6170 – حدثني الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قال رسول الله ﷺ : (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا).


[ش (وهي) أي يوم القيامة. (حواق الأمور) ثوابت الأمور، فيتحقق فيها الثواب والعقاب وسائر ما أخبر به الرسل عليهم الصلاة والسلام. (الحقة.. واحد) في المعنى، والحاقة اسم ليوم القيامة، وكذلك ما ذكر بعدها. وسميت الحاقة لأنها تحاق الكفار وتخاصمهم، والقارعة لأنها تقرع القلوب والأسماع، والغاشية لأنها تعمهم وتغشاهم بأحوالها، والصاخة لأنها تصخ الآذان بصوتها أي تتابع في إسماعها حتى تكاد تصمها. ويوم التغابن لأن أهل الجنة يغبنون أهل النار فيها، أي يأخذون حظهم ومنازلهم في الجنة بدلاً عنهم، ويظهر عندها غبن كل كافر بتركه الإيمان، والغبن فوت الحظ والنقص].

[ش أخرجه مسلم في القسامة، باب: المجازاة بالدماء في الآخرة..، رقم: 1678.

(يقضى) يحكم ويفصل. (بالدماء) أي النفوس التي قتلت ظلماً في الدنيا].

[ش (حدثنا يزيد..) أي وقرأ هذه الآية: {ونزعنا}].