باب: خروج النار

-3-23 – باب: خروج النار.

وقال أنس: قال النبي ﷺ : (أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب).

6701 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة:

أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى).

 

6702 – حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي: حدثنا عقبة بن خالد: حدثنا عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله ﷺ : (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً).

قال عقبة: وحدثنا عبيد الله: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ مثله، إلا أنه قال: (يحسر عن جبل من ذهب).

 

6703 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة: حدثنا معبد: سمعت حارثة بن وهب قال:

سمعت رسول الله ﷺ يقول: (تصدَّقوا، فسيأتي على الناس زمان، يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها).

قال مسدد: حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه.

6704 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:

أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجَّالون كذَّابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل. وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به. وحتى يتطاول الناس في البنيان. وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه. وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس – يعني – آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. ولتقومنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).


[ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار..، رقم: 2902.

(لا تقوم الساعة..) هو كناية عن تحقق وقوع ذلك، لا أن هذا من علامات قرب قيام الساعة. (تضيء..) وهذا كناية عن قوة النار وسعة انتشارها.

(ببصرى) بلدة من بلاد الشام. وقيل: إن هذا قد وقع سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية].

[ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة، باب: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات..، رقم: 2894.

(يوشك) يقرب. (يحسر) ينكشف بعد أن يذهب ماؤه. (الفرات) النهر المشهور شمال بلاد الشام. (فلا يأخذ..) لما ينشأ عن ذلك من الفتنة واقتتال الناس عليه].

[ش (دجالون) خلاطون بين الحق والباطل مموهون. والفرق بينهم وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة وهو يدعي الإلهية. ولكنهم كلهم مشتركون في التمويه وادعاء الباطل الكبير، وقد وجد كثير منهم ففضحهم الله تعالى وأهلكهم. (يقبض العلم) بموت العلماء. (تكثر الزلازل) خصص الزلازل والمراد كل ما يجري ذاك الزمن. (يتقارب الزمان) أي يتقارب من أهله في الجهل، ويحتمل حمله على تعادل الليل والنهار دائماً. (فيفيض) يزيد عن الحاجة كثرة كبيرة. قيل: هو إشارة إلى ما وقع زمن عمر بن عبد العزيز. (يهم) يحزن. (أرب) حاجة. (يتطاول) أي كل من يبني بناء يريد أن يكون بناؤه أرفع وأضخم وأفخم من بناء غيره، مفاخرة ورياء.

(فذلك) أي فهذا الوقت. (كسبت في إيمانها خيراً) آمنت إيماناً صادقاً وعملت بمقتضاه فلم ترتكب الكبائر وتصر عليها. /الأنعام: 158/.

(فلا يتبايعانه) لا يتمكنان من إمضاء عقد البيع. (لقحته) الناقة الحلوب. والقريبة العهد بالولادة. (يليط) يطين ويصلح. (أكلته) لقمته].