باب: لا يقول فلان شهيد

-3- 76 – باب: لا يقول فلان شهيد.

2741 – قال أبو هريرة، عن النبي ﷺ : (الله أعلم بمن يجاهد في سبيله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله).

[ش (يكلم) يجرح].

2742 – حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد بن سعد الساعدي رضي الله عنه:

أن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة، إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله ﷺ : (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة).


[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. وفي القدر، باب: كيفية خلق الآدمي، رقم: 112. (التقى) في غزوة خيبر. (رجل) اسمه قزمان. (شاذة ولا فاذة) ما صغر وما كبر، أي لا يدع لهم شيئا إلا أتى عليه، والشاذة في الأصل هي التي كانت في القوم ثم شذت منهم، والفاذة من لم يختلط معهم أصلا. (أنا صاحبه) ألازمه لأرى ما يجري له. (ذبابه) طرفه الذي يضرب به. (آنفا) في أول وقت مضى يقرب منا. (فأعظم الناس ذلك) استعظموه واستنكروه. (يبدو) يظهر].