باب: مناقب المهاجرين وفضلهم

 

-3- 2 – باب: مناقب المهاجرين وفضلهم.

منهم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة التيمي رضي الله عنه.

وقول الله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} /الحشر: 8/. وقال: {إلا تنصروه فقد نصره الله – إلى قوله – إن الله معنا} /التوبة: 40/. قالت عائشة وأبو سعيد وابن عباس رضي الله عنهم: وكان أبو بكر مع النبي ﷺ في الغار.

3452 – حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:

اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمل إلي رحلي، فقال عازب: لا، حتى تحدثنا: كيف صنعت أنت ورسول الله ﷺ حين خرجتما من مكة، والمشركون يطلبونكم؟ قال: ارتحلنا من مكة، فأحيينا، أو: سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة، أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبي ﷺ فيه، ثم قلت له: اضطجع يا نبي الله، فاضطجع النبي ﷺ ، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له: لمن أنت يا غلام، قال: لرجل من قريش، سماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: فهل أنت حالب لبنا لنا؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال: هكذا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله ﷺ إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبي ﷺ فوافقته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت، ثم قلت: قد آن الرحيل يا رسول الله؟ قال: (بلى). فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن خعشم على فرس له، فقلت: هذا الطلب قد لحقنايا رسول الله، فقال: (لا تحزن إن الله معنا).

3453 – حدثنا محمد بن سنان: حدثنا همام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر رضي الله عنه قال:

قلت للنبي ﷺ وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما).


[ش (أخرجوا) أخرجهم كفار قريش من مكة. (يبتغون فضلا) يطلبون بهجرتهم فضل الله وغفرانه. (وينصرون الله) وينصرون دين الله تعالى وشرع نبيه ﷺ . (إلا تنصروه) أي إلا تنصروا محمدا ﷺ بقتالكم معه ودفاعكم عنه وعن شريعته. (نصره الله) تولىنصره وحفظه. (إلى قوله) وتتمتها: {إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن}. (أخرجه الذين كفروا) يوم الهجرة. (ثاني اثنين) أحد الاثنين، وهما الرسول ﷺ وأبو بكر رضي الله عنه. (الغار) نقب في أعلى جبل ثور القريب منمكة. (لا تحزن) لا تخف. (معنا) بنصرته وعونه وحفظه].

[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، رقم: 2381. (أحدهم) أحد المشركين. (ما ظنك) ما تقديرك لحالهما. (ثالثهما) بالمعونة والنصرة].