باب: غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة

-3- 74 – باب: غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة.

4153 – حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله ابن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:

أرسلني أصحابي إلى رسول الله ﷺ أسأله الحملان لهم، إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: (والله لا أحملكم على شيء). ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينا من منع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن مخافة أن يكون النبي ﷺ وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال النبي ﷺ ، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالا ينادي: أي عبد الله بن قيس، فأجبته، فقال: أجب رسول الله ﷺ يدعوك، فلما أتيته قال: (خذ هذين القرينين، وهذين القرينين – لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد – فانطلق بهن إلى أصحابك، فقل: إن الله، أو قال: إن رسول الله ﷺ يحملكم على هؤلاء فاركبوهن). فانطلقت إليهم بهن، فقلت: إن رسول الله ﷺ يحملكم على هؤلاء،ولكني والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله ﷺ ، لا تظنوا أني حدثتكم شيئا لم يقله رسول الله ﷺ ، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم، حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله ﷺ منعه إياهم، ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بمثل ما حدثهم به أبو موسى.

4154 – حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب ابن سعد، عن أبيه:

أن رسول الله ﷺ خرج إلى تبوك، واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي).

وقال أبو داود: حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت مصعبا.

 

4155 – حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا محمد بن بكر: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يخبر قال: أخبرني صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه قال:

غزوت مع النبي ﷺ العسرة، قال: كان يعلى يقول: تلك الغزوة أوثق أعمالي عندي. قال عطاء: فقال صفوان: قال يعلى: فكان لي أجير، فقاتل إنسانا فعض أحدهما على يد الآخر، قال عطاء: فلقد أخبرني صفوان: أيهما عض الآخر فنسيته، قال: فانتزع المعضوض يده من في العاض، فانتزع إحدى ثنيتيه، فأتيا النبي ﷺ فأهدر ثنيته. قال عطاء: وحسبت أنه قال: قال النبي ﷺ : (أفيدع يده في فيك تقضمها، كأنها في في فحل يقضمها).


[ش (وافقته) صادفته والتقيت به. (وجد) غضب. (سويعة) تصغير ساعة وهي جزء من الزمان، وقد تطلق على جزء من أربعة وعشرين جزءا، التي هي مجموع اليوم والليلة. (القرينين) تثنية قرين، وهو البعير المقرون بآخر].

[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم: 2404.

(استخلف..) تركه أميرا على من بقي في المدينة، كعادته ﷺ إذا خرج، وأكثرهم من النساء والصبيان].