باب: رحمة الناس والبهائم

-3-27 – باب: رحمة الناس والبهائم.

5662 – حدثنا مسدَّد: حدثنا إسماعيل: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال:

أتينا النبي ﷺ ، ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا في أهلنا، فأخبرناه، وكان رقيقاً رحيماً، فقال: (ارجعوا إلى أهليكم، فعلموهم ومروهم، وصلوا كما رأيتموني أصلي، وإذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، ثم ليؤمكم أكبركم).

5663 – حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة:

أن رسول الله ﷺ قال: (بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له). قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: (في كل ذات كبد رطبة أجر).

5664 – حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:

قام رسول الله ﷺ في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً. فلما سلم النبي ﷺ قال للأعرابي: (لقد حجرت واسعاً). يريد رحمة الله.

5665 – حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر قال: سمعته يقول: سمعت النعمان بن بشير يقول:

قال رسول الله ﷺ : (ترى المؤمنين: في تراحمهم، وتوادهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضواً، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى).

 

5666 – حدثنا أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك،

عن النبي ﷺ قال: (ما من مسلم غرس غرساً، فأكل منه إنسان أو دابة، إلا كان له صدقة).

5667 – حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني زيد بن وهب قال: سمعت جرير بن عبد الله،

عن النبي ﷺ قال: (من لا يرحم لا يرحم).


[ش (أعرابي) هو ذو الخويصرة اليماني رضي الله عنه، وهو الذي بال في المسجد. (حجرت) ضيقت].

[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، رقم: 2586.

(تراحمهم) رحمة بعضهم بعضاً. (توادهم) تحابهم. (تعاطفهم) تعاونهم.

(الجسد) الجسم الواحد بالنسبة إلى جميع أعضائه. (اشتكى عضواً) لمرض أصابه. (تداعى) شاركه فيما هو فيه. (السهر) عدم النوم بسبب الألم.

(الحمى) حرارة البدن وألمه].

[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: رحمته ﷺ الصبيان والعيال..، رقم: 2319.

(لا يرحم) المخلوقات. (لا يرحم) من قبل الخالق جل وعلا].