باب: لم يكن النبي ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً

-3-38 – باب: لم يكن النبي ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً.

5682 – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة، عن سليمان: سمعت أبا وائل: سمعت مسروقاً قال: قال عبد الله بن عمرو (ح). وحدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق قال:

دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله ﷺ ، فقال: لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وقال: قال رسول الله ﷺ : (إن من أخيركم أحسنكم خلقاً).

5683 – حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها:

أن يهود أتوا النبي ﷺ فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم. قال: (مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش). قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في).

5684 – حدثنا أصبغ قال: أخبرني ابن وهب: أخبرنا أبو يحيى، هو فليح بن سليمان، عن هلال بن أسامة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

لم يكن النبي ﷺ سباباً، ولا فحاشاً، ولا لعاناً، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: (ما له ترب جبينه).

5685 – حدثنا عمرو بن عيسى: حدثنا محمد بن سواء: حدثنا روح بن القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة:

أن رجلاً استأذن على النبي ﷺ ، فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة). فلما جلس تطلق النبي ﷺ في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله ﷺ : (يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).


[ش (وإياك والعنف) أي احذريه وابتعدي عنه، والعنف: الشدة والقسوة.

(الفحش) التكلم بالقبيح].

[ش (سباباً) يسب ويشتم الآخرين. (لعاناً) يلعن الناس أو غيرهم. (المعتبة) العتاب واللوم. (ما له) ما شأنه وما الذي أصابه. (ترب جبينه) أصابه التراب ولصق به، وهي كلمة تقولها العرب ولا تقصد معناها. وقيل: معناها الدعاء له بالطاعة والصلاة].

[ش أخرجه مسلم في البر والآداب والصلة، باب: مداراة من يتقى فحشه، رقم: 2591.

(رجلاً) هو عيينة بن حصن الفزاري. (أخو العشيرة) أحد أفراد القبيلة.

(تطلق) انشرح. (انبسط) ظهر عليه السرور. (عهدتني) علمتني. (اتقاء شره) دفعاً لشره].