باب: قول الله تعالى: {وصل عليهم} . ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه

-3-18 – باب: قول الله تعالى: {وصل عليهم} /التوبة: 103/. ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه.

وقال أبو موسى: قال النبي ﷺ : (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه).

5972 – حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن يزيد بن أبي عبيد، مولى سلمة: حدثنا سلمة بن الأكوع قال:

خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فقال رجل من القوم: أي عامر، لو أسمعتنا من هناتك، فنزل يحدو بهم يذكر:

تالله لولا الله ما اهتدينا. وذكر شعراً غير هذا، ولكني لم أحفظه، قال رسول الله ﷺ : (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، قال: (يرحمه الله). فقال رجل من القوم: يا رسول الله، لولا متعتنا به، فلما صاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه فمات، فلما أمسوا أوقدوا ناراً كثيرة، فقال رسول الله ﷺ : (ما هذه النار، على أي شيء توقدون). قالوا: على حمر إنسية، فقال: (أهريقوا ما فيها وكسروها). قال رجل: يا رسول الله، ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك).

5973 – حدثنا مسلم: حدثنا شُعبة، عن عمرو: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما:

كان النبي ﷺ إذا أتاه رجل بصدقة قال: (اللهم صل على آل فلان). فأتاه أبي فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى)

5974 – حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت جريراً قال:

قال لي رسول الله ﷺ : (ألا تريحني من ذي الخلصة). وهو نصب كانوا يعبدونه، يسمى الكعبة اليمانية، قلت: يا رسول الله، إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري، فقال: (اللهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً). قال: فخرجت في خمسين من أحمس من قومي، وربما قال سفيان: فانطلقت في عصبة من قومي فأتيتها فأحرقتها، ثم أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله، والله ما أتيتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب، فدعا لأحمس وخيلها.

5975 – حدثنا سعيد بن الربيع: حدثنا شُعبة، عن قتادة قال: سمعت أنساً قال:

قالت أم سليم للنبي ﷺ : أنس خادمك، قال: (اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته).

5976 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

سمع النبي ﷺ رجلاً يقرأ في المسجد فقال: (رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطتها في سورة كذا وكذا).

5977 – حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة: أخبرني سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:

قسم النبي ﷺ قسماً، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فأخبرت النبي ﷺ فغضب، حتى رأيت الغضب في وجهه، وقال: (يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).


[ش (صل..) المعنى: ادع لهم واستغفر، فإن دعاءك تثبيت لهم وطمأنينة].

[ش (هناتك) جمع هنة، ويروى (هنيهاتك) و(هنياتك) والمراد الأراجيز القصار. والأراجيز جمع أرجوزة، وهي قصيدة من بحر الرجز].

[ش (نصب) صنم، أو حجر يذبحون عنده ويقدسونه. (فصك) ضرب ودفع بقوة. (عصبة) ما بين العشرة إلى الأربعين من الرجال].